فلتـذوقو معي .. حماوة اللهيب
انظري يا طفلةً تسعى الى حليب
اليكـ هي.. "هدى "
لا تملك حتى من يواسيها اذا جاعت في ليلةٍ وضحاها
اصبري يا ابنتي .. آلمنا كبيره أكثر من جرعةِ دمٍ نستطعمها بمراره .. بعد كل وجبهـ
أقسم أنني أستفيض قهراً
انظرو معي .. اليها وفي وجنتيها ألم وفي صراخها ذل للأمم
مسكيييييييييينه .. على من تتكئ في هذا الزمن

هدى تبكي والدها الذي حرمها الاحتلال منه على حين غرة
***
أبكت الطفلة الفلسطينية هدى ذات العشرة أعوام غالبية آلاف المشيعين الذين شاركوها تشييع أفراد أسرتها الذين استشهدوا في مجزرة للاحتلال الإسرائيلي في بيت لاهيا
هدى غالية هي الناجية الوحيدة بين أفراد عائلتها الذين قتلوا على الشاطئ, فقد خطفت نيران الاحتلال منها والديها وإخوتها الثلاثة الذين تراوحت أعمارهم بين عام وعشرة أعوام.بقطاع غزة.
هدى الصغيرة التي أمست وحيدة بعد أن فقدت أمها وأباها وثلاثة من الأشقاء والشقيقات، لم تستطع استيعاب الصدمة فسقطت مغشيا عليها سبع مرات خلال التشييع، لتستيقظ وهي تصرخ تارة "لا تتركوني وحيدة" وتارة أخرى "مع السلامة جميعا".
النسوة اللواتي أحطن بهدى خلال مراسم التشييع واللواتي كن يتولين إيقاظها بالماء والعطور بعد كل إغماءة، والرجال الذين حملوا جثامين أفراد أسرتها الخمسة لم يستطيعوا منع الدموع التي انهمرت مدرارة على وجناتهم، وهم يرون الطفلة النحيلة تزحف على ركبتيها نحو قبر أبيها لتطبع قبلة عليه وتطلب منه بصوت منتحب أن يسامحها قائلة "سامحني يا أبي، سامحني يا أبي".

أشقاء هدى الثلاثة الذين طالتهم النيران الإسرائيلية
*************
7
7
7
قـــــــــــهر
إلى متى .. نستمتع بهذيان الجراح فينا ؟

الى متى