أأميرنا هل قد تقهقر عابد
فإذا به في غيه مشغولا
وذلك المحراب هل مل النوى
أم أنه ألف المكوث طويلا
فإلى رجال العلم أشكو حالهم
لا أشتكي حال العليم جهولا
وإذا رجال العلم أفنوا ساعة
أهدوا لساحات القتال قتيلا
أنعي الشباب على الرصيف أراهم
وأراه في قرع الخطوب خذولا
ألفوا الكلام وليس يتقن غيره
من قد رضي ذل الركون خليلا
أنعي زمانا كنت فيه أراهم
غيثا على كل السفوح هطولا
تركوا بكل تريكة موروثهم
فتذللت لهم الدنى تذليلا
وبنوا الصروح الشامخات مثالهم
للعالمين فاحكموا التمثيل
شمس أضاءت بين أكتاف الدجى
ولها بأعناق الزمان أصيلا
أنا لا ألوم الدهر بل أدعو له
كفا لرايات الجهاد حمولا
كفا ستكتب بين عيني واهن
يوم القلوب الصابرات قليلا
إن الرجال إذا أرادوا غاية
شقوا لها صعب الجبال سبيلا
ﻻفض فوك أبى القوافي إنما
فضل الشجاعة أن تصون عقولا
قد جاءها من قبل آدم خلوة
وغدى الملائك يسألون ذهولا
والله يعلم أين يجعل خلقه
سبحانه من خالق وتعالى
فتعلم الأسماء أول أمره
ثم انثنى في كونها تبديلا
لولا تعلم لم يكن من أهلها
فالجن أخرق قدرة وفعولا
لولا تعلم ما استقام مقامه
فيها ولا ملكت يداه فتيلا
فيا قانعا بالجهل فاطمع انما
ذا العلم يبغي حاملا ومقيلا
ما الخلق دون العلم من خلق فلا
أبقيت يا رب الكتاب جهولا
._~ نذير الغد ~_ .